شعراء النيل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة

» تريد ان تعرف صورتك اية من سكان الارض ادخل هنا ورايا هههههههه
بر الوالدين Icon_minitimeالأربعاء يناير 09, 2008 8:56 pm من طرف العاصفة الهوجاء

» انا عضو جديد فهل من مرحب
بر الوالدين Icon_minitimeالثلاثاء يناير 08, 2008 8:44 pm من طرف العاصفة الهوجاء

» ما ذا وجد الزوج عند زوجته عندما عاد من السفر؟؟
بر الوالدين Icon_minitimeالإثنين يناير 07, 2008 10:48 am من طرف العاصفة الهوجاء

» لم اسال نفسى لماذا احببتك؟؟؟
بر الوالدين Icon_minitimeالإثنين يناير 07, 2008 10:33 am من طرف العاصفة الهوجاء

» !!@@ أرحـــل أم أبقي هنــــا @@!! ..؟
بر الوالدين Icon_minitimeالإثنين يناير 07, 2008 10:28 am من طرف العاصفة الهوجاء

» حين يموت الضمير..
بر الوالدين Icon_minitimeالإثنين يناير 07, 2008 10:19 am من طرف العاصفة الهوجاء

» هل تعلم ان ...................
بر الوالدين Icon_minitimeالأحد يناير 06, 2008 9:36 pm من طرف العاصفة الهوجاء

» حكم مفيده.........وكلمات
بر الوالدين Icon_minitimeالأحد يناير 06, 2008 6:22 pm من طرف العاصفة الهوجاء

» عندما تذوب الشموع
بر الوالدين Icon_minitimeالأحد يناير 06, 2008 6:12 pm من طرف العاصفة الهوجاء

التبادل الاعلانى  اعلن لدينا

سحابة الكلمات الدلالية


    بر الوالدين

    avatar
    سارة
    زائر


    بر الوالدين Empty بر الوالدين

    مُساهمة من طرف سارة الأحد سبتمبر 16, 2007 10:58 am

    بـِـرُ كِـلاب



    كان أمية بن الأسكر الكناني يحب الجهاد في سبيل الله ، فطلب من عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يخرجه للجهاد في بلاد فارس ، ففعل عمر ، وجاهد أمية

    هناك ، ثم عاد إلى المدينة ، وبقي فيها فترة حتى كبرت سنه ورق عظمه.
    وكان لأمية الكناني ولد يقال له كلاب ، كبر بين يديه حتى أصبح شاباً فتياً يافعاً ، وكان كلاب هذا عابداً زاهداً باراً بوالديه ، فأحبه أمية أشد ما يحب الأب ابنه ، فتعلقت به نفسه.


    وذات يوم نادى الخليفة عمر ابن الخطاب للخروج إلى الجهاد ، فجاءه أمية وقال : يا أمير المؤمنين ، إني والله أحب الجهاد في سبيل الله ، وما يمنعني اليوم من الخروج إليه إلا ضعف جسدي وكبر سني ، فقام ابنه الوحيد كلاب فقال : يا أمير المؤمنين ، أنا أبيع الله نفسي ، وأبيع دنياي بآخرتي ، فتعلق به أبوه وقال : لا تدع أبواك شيخين كبيرين ضعيفين ربياك صغيراً ؛ فما زال كلاب بأبيه يحاول فيه ويرضيه حتى أذن له بالخروج إلى الجهاد.


    وخرج كلاب إلى الجهاد فغاب عن أبويه ، وكان أمية كل ما تذكر ولده كلاب بكى وبكت زوجته ، وذات يوم جلس أمية خارج بيته فرأى حمامة تطعم فراخها ، فتذكر ابنه كلاب وأخذ يبكي ، ثم أنشد قائلاً :


    لمـن شيخـان قـد نشدا كلابا *** كـتاب الله لـو قبل الكتابا
    أنـاديه فـيـعـرض في إباءٍ *** فلا وأبي كلاب ما أصابـا
    إذا هتفـت حمامـة بطن وجٍ *** على بيضاتها ذكرا كلابـا
    فـإنْ مهـاجـريـن تـكنافاه *** ففارق شيخه خطِأً وخـابا
    تركـتَ أباك مـرعـشة يداه *** وأمك ما تسيغ لهـا شرابا
    تنفـض مهـده شفقـاً عليه *** وتجنبه أباعرها الصعابـا
    فإنك قـد تركـت أباك شيخاً *** يطارق أينقاً شـرباً طِرابا
    فإنك والتماس الأجر بعــدي *** كباغي الماء يتبع السرابا

    وازدادَ بكاء أمية على ولده حتى ضعف بصره - ويقال عمي بصره - فقال سأذهب إلى عمر وأقسم عليه أن يرد علي ابني ، فردته زوجته ، فنهرها وذهب ، فلما دخل على الفاروق رضي الله عنه ، أنشد أبياتاً يقول فيها :


    أعاذل قد عذلتِ بغير علـمٍ *** ومـا تدرين عـاذل ما ألاقي
    فإما كـنتِ عاذلـتي فردي *** كـلابـاً إذ تــوجه للعراقِ
    فتى الفتيان في عسرٍ ويسرٍ *** شديدَ الركنِ في يـوم التلاقي
    فـلا وأبيكِ ما باليت وجدي *** ولا شفـقي عليكِ ولا اجتهادِ
    فلو فلقَ الفـؤاد شديد وجد *** لهـم سـواد قلبـي بانفلاقِ
    سأستعـدِ على الفاروقِ رباً *** لـه دفـعُ الحجيج إلى بساقِ
    وأدعــو الله مجتهداً عليه *** ببـطـنِ الأخشبين إلى بقاقِ
    إن الفاروق لم يـردُدْ كلاباً *** إلـى شيخين هـامهما زواقِ



    فتأثر عمر تأثراً بالغاً ، وأرسل إلى أمير الجيش في العراق أن يردد كلاباً ، فأمر أمير الجند كلاب أن يرجع إلى المدينة ، فرجع كلاب لا يدري ما الأمر ، ولا يدري لماذا خُص بهذا الخطاب ، ولما وصل المدينة ذهب إلى عمر ابن الخطاب قبل أبويه ، فقال له عمر : يا بني ما بلغ من برك بأبيك ؟ فقال كلاب : كنت أؤثره على نفسي وأكفيه أمره ، وكنت إذا أردت أن أحلب له لبناً أجيء إلى أغزر ناقة في إبلي فأريحها ، وأتركها حتى تستقر ، ثم اغسل ضروعها حتى تبرد ، ثم أحلب له فيخرج الحليب بارداً ، ثم أسقيه إياه ، فأرسل عمر إلى أمية أن يحضر إليه ، فجاء أمية يتهادى قد انحنى ظهره ، فلما جلس قال له عمر : يا أمية ، كيف تجدك ؟ فقال : كما ترى يا أمير المؤمنين ، فقال عمر : يا أبا كلاب ، ما أحب الأشياء إليك ؟ قال أمية : ما أحب اليوم شيء ، ما أفرح بخير ولا يسوءني شر ، فقال عمر : ومع ذلك يا أمية ما ذا تتمنى ؟ فقال أمية : بلى ، أتمنى كلاب ، أحب أنه عندي فأضمه ضمه ، وأشمه شمه ، فرق له عمر وقال : ستبلغ ما تحب إن شاء الله .



    وأمر عمر كلاب أن يحلب الناقة كما كان يحلبها لأبيه ، ثم أخذ عمر الإناء الذي فيه الحليب وأعطاه لأمية وقال : اشرب يا أبا كلاب ، فلما قرب أمية الإناء من فمه ، توقف برهة وقال : يا أمير المؤمنين ، والله إني لأشم رائحة يدي كلاب ، فجاء عمر بكلاب لأمية وقال : هذا كلاب يا أبا كلاب ، فوثب أمية من مكانه وضم ابنه وهو يبكي ، فبكى كلاب لبكاء أبيه ، وبكى عمر لبكائهما ، وبكى الجميع حتى ضج المجلس بالبكاء.



    وقال عمر لكلاب : يا كلاب ، الزم أبويك وجاهد فيهما ما بقيا ، ثم شأنك بنفسك بعدهما ، وأمر بعطاءه وصرفه مع أبيه.

    وقال كلاب يبين أنه لم يترك أبويه لدنياه ، وإنما تركهما لآخرته :


    لعمركَ ما تركتُ أبا كلابٍ *** كبير السن مكتئباً مصابا
    وأماً لا يـزالُ لهـا حنينُُ *** تناديني بعد رقدتها كلابا
    ولكني رجوت به ثوابا



    الموضوع مليء بالفوائد والعبر ، وأعظم فائدة يعلمنا إياها الفاروق رضي الله عنه ، أن أجر بر الوالدين أعظم عند الله من أجر المجاهد في سبيل الله على ما له من فضل عظيم.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 10, 2024 5:24 am